د. هبة قطب تجيب: أنا «سريع الانتصاب سريع القذف».. ما العلاج؟

د. هبة قطب
استشاري الطب الجنسي والعلاقات الأسرية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أشكرك يا دكتورة على هذا الجهد الرائع وأسأل الله لك التوفيق، أما بعد..

أنا محمد (21 سنة) غير متزوج، وأنا أقوم بتحليل السائل المنوي من أجل عملية دوالي الخصية اكتشفت أنني أعاني من سرعة القذف، وأنا متأكد... وأيضاً أعاني من سرعة الانتصاب بشكل سريع جداً جداً بمجرد الحديث أو القراءة أو التخيل والعياذ بالله. وبصراحة قرأت أن المراهم من أجل سرعة القذف تفقد فاعليتها بعد فترة من الاستخدام وأن الواقي الطبي يؤثر على الزوجة ويسبب لها أمراضاً مثل الاكتئاب فهل هذا صحيح؟

أما بالنسبة لسرعة الانتصاب التي توجعني وترهق عقلي فأنا أخجل من نفسي عندما تحدث لي، فهل هي طبيعية؟ وهل لسرعة القذف علاقة بها؟ وما العلاج إذا تطلب الأمر؟

أسال الله لك الصحة والعافية والأجر والثواب عند الله ربي ورب العالمين.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


صديقنا العزيز:
إنك ترهق رأسك الصغير بأشياء فرعية كثيرة، ودعني أفند الآن أسئلتك بشكل أقل ارتباكاً ليتسنى لي الإجابة عنها بشكل يفيدك ويرضيك..

عن إصابتك بسرعة القذف، والتي "تأكدت منها" فالظروف التي تأكدت فيها من إصابتك تلك ظروف لا يعتمد عليها وذلك لآكثر من سبب:

أولاً: لأنك شاب حديث السن، وغالباً تمارس العادة السرية مما يفرز بعض السرعة في الوصول لمرحلة القذف.

ثانياً: أنك كنت تجري تحليلاً للسائل المنوي مما استدعى الانقطاع عن أي ممارسة جنسية من أي نوع لمدة 4 أيام على الأقل قبل إجراء التحليل، وكلما زادت المدة بين القذفين كما هو معروف، كلما قلت المدة المستغرقة إلى الوصول للمرحلة الثالثة للدورة الجنسية وهي القذف.

ثالثاً: أنك كما يبدو مصاب بشيء من التوتر سببته لك إصابتك بدوالي الخصية مما استدعى منك فتح جميع الملفات الخاصة بالوظيفة الجنسية والتي تشغل بالك كثيراً، لأنك في سن شارفت فيه على الزواج ومن ثم بداية حياتك الجنسية السليمة إن شاء الله، ويمكن أن يكون قد حدثت لك تلك السرعة في القذف بسبب ذلك التوتر، حيث إن الشحنة الكهربائية تكون زائدة في الجهاز العصبي برمته بما فيها المراكز الجنسية، مما يفرز سرعة في كل شيء شاملة السرعة في الوصول لمرحلة القذف.

رابعاً: أن سرعة القذف -كما كررت مراراً من قبل- التي تبدأ مع الشاب في صدر مرحلة فتوته وبلوغه يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها في كثير من الحالات مع انتظام العلاقة الجنسية السوية مع حليلته "زوجته" بشكل سلس ودون عناء التفكير في المشكلة واللجوء لأي من العلاجات المعروفة.

تبقى مسألة علاجات سرعة القذف..

وهي كما سردت بعض المستحضرات الطبية، والواقي الذكري وأشياء أخرى، وهنا أقول لك إن التغلب على سرعة القذف يكون إما بشكل مؤقت وعرضي، أو بشكل نهائي وجذري، أما المراهم والإسبراي فهي عبارة عن مخدر موضعي يلهي النهايات العصبية في جدران العضو الذكري عن الشعور بالاحتكاك، مما يؤثر توصيل التيار الكهربي إلى الجهاز العصبي، وبالتالي يطيل الدورة الجنسية بالتبعية..

أما الواقي الذكري، فأيضا يحول دون شعور النهايات العصبية بالاحتكاك ولكن بشكل ميكانيكي، مما يؤخر الإحساس أيضاً بالإثارة وبالتالي الاستجابة الحسية "القذف" وهي حلول دائماً ما تكون مؤقتة وليست نهائية ولا جذرية، فضلاً عن أنه في بعض الأحيان أيضاً توصف بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، وهي الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن تأثيرها أيضاً يكون غالباً محصوراً في المدة التي تؤخذ فيها، وتعود الأمور إلى سابق عهدها مع التوقف عن أخذها..

وعن العلاجات الجذرية فهي التمارين الجنسية التي تزيد من التوافق العضلي العصبي مما ينتج الوقت الكافي لكل مرحلة من مراحل الدورة الجنسية كي تكتمل في الصورة المثلى لها، وهذه التمرينات تؤتي أكلها تقريباً في 100% من الحالات إذا تم اتباع التمارين والمواظبة عليها بدقة شديدة، ويستغرق العلاج في هذه الحالة من 4 إلى 6 أسابيع تعود الأمور بعدها إلى النتيجة التي ترضي طرفي العلاقة الجنسية "الزوجية" على حد سواء بإذن الله.

وأخيرًا أقول لك يا صديقنا العزيز الآن انشغل بنفسك وبنتيجة عملية دوالي الخصية، التي ندعو الله جميعاً أن يتمها عليك بكل خير وأن يتم عليك الشفاء والعافية في بدنك ودينك دوماً إن شاء الله، واعلم أن لكل مشكلة حلاً بإذن الله ولكن كل شيء له أوانه المناسب الذي يصلح فيه مناقشته وحله.

11:43 ص